السبت، 11 أكتوبر 2014

سُوَر اللواتيا تاريخ مطرح المشرق والمشرف كتبه الأخ الفاضل محمد بن علي اللواتي


ردا على بعض المشاركين في سبلة عمان الذين دعوا لهدم سور اللواتيا بحجة الاختناقات المرورية وتحويله الى مواقف للسيارات !!  



                                                    
                                   سُوَر اللواتيا تاريخ مطرح المشرق والمشرف


تلك البقعة الجميلة الواقعة بين ربوع ولاية مطرح والتي تحمل العديد من الذكريات والاثار والتي أشبه ما تكون بباب الحارة لمن لم يزرها بسككها الضيقة وبكثرة أزقتها وكأنك في لعبة صغيرة لا تعرف بدايتها من نهايتها .

بما ان اللواتيا عاشوا في السلطنة من مئات السنين وكانوا ومازالوا يعتبرون من الأقليات في السلطنة الحبيبة ، فكان من الطبيعي ان يسكن أفراد قبيلتهم في منطقة جغرافية متقاربة حرصا على اموالهم وتجارتهم وعلى أنفسهم من الغرباء او الأكثرية كحال العديد من المدن العالمية والتي سكنت فيها الأقليات وسميت تلك البقاع بأسماء بلدان أفرادها مثل ليتل تشاينا او ليتل ايتالي في نويورك او ليتل انديا في سنغافورة وغيرها.

فكان الاجدر ان تسمى المنطقة التي سكنها اللواتيا باسمهم (سُوَر اللواتيا) ، فلا يخفى على احد ان السور كان عبارة عن قلعة تحمي القاطنين فيها وذلك في الحقبة التاريخية المضطربة والتي كانت تعج بها السلطنة بحروب استعمارية خارجية او بحروب أهلية داخلية فكان لا بد لهم من وجود سُوَر يحمي هذه الأقلية من بطش الغزاة او من من خالفهم من العرقيات الاخرى ، ولهذا نجد ان السور يحمل بابين وكان في ما مضى يحمل أربعة ابراج كانت مشيدة للحراسة وما زالت بعض اثار هذه الأبراج باقية من الجهة الخلفية للسور

اما وجود الحراسة الى يومنا هذا فذلك يعزو لان اللواتيا يقيمون على مدار السنة المناسبات الدينية على اهل البيت (ع) ولهم شعائرهم الخاصة وبما انهم كانوا وما زالوا الأقلية فقد حدثت فيما مضى بعض المناوشات والتجاوزات والتعديات لهذا منعا لحدوث تلك القلاقل والتي يمكن ان تتسبب في مشاكل لا تحمد عقباها وخاصة ان السور يعج بالنساء والأطفال في تلك الفترات فقد تم وضع وتشديد الحراسة عليه فقط في هذه المناسبات وحاليا يستعان بأفراد من شرطة عمان السلطانية لحفظ الأمن وتفاديا لأي اضطرابات لا قدر الله .

وبما ان معظم اللواتيا أقرباء لبعضهم البعض فلهذا لا يسمح لغير اللواتيا من اقتناء المنازل في السور وكذلك يمنع السكن فيه لأي فئة اخرى والامر مقتصر على أفراد القبيلة فقط ، ويسمح للاجانب من غير العمانيين من السياح وغيرهم بدخوله بدون تصريح فكيف اذا كان الامر يتعلق بالاخوة من أبناء البلد بنفسه !! وحسبنا الترهات والخرافات التي كنا نسمعها في المدارس عندما كنا صغارا ان سور لواتيا مكان مخيف يجب عدم الدخول اليه وكأنه منزل دراكولا !! فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود !!

اما الدعوات التي تنادي بإزالته وهدمه لإقامة مواقف للسيارات !! فمن المعيب والمخجل والسطحية ان يدعو البعض بازالة تاريخ كامل متأصل لمئات السنين وتمثل واجهة لتاريخ مطرح الناصع من اجل إقامة مواقف يمكن ان تبنى في اي مكان اخر ويوجد العشرات من الحلول لحل هَذِهِ المعظلة والمشكلة ، ام ان ازالة السور بالذات وبالتحديد دون غيره لحل مشكلة مطرح فيبدو انها لغاية في نفس يعقوب !! والا لماذا تترك البنايات الحديثة ويهدم هذا المعلم الأثري العريق !! 

وكما تفضل الإخوة بحلول قيمة ومنها ردم البحر او إقامة بنايات حديثة خاصة للمواقف كحال منطقة سوق ديرة بدبي ، فالاخيرة شبيه الى حد كبير بمطرح وبقليل من التخطيط والتفكير يمكن حل الأزمة بدون هدم احد اهم معالم تاريخ مطرح الاثرية وكما يقال باللغة الدارجة (الي ماله اول ماله تالي).

حفظ الله مولانا المفدى فقد حافظ على واجهة عمان التراثية وأبرزها بشكل حضاري فصارت السلطنة ولله الحمد والمنة معلما حضاريا يحمل بطياته إرثا تراثيا ضخما قلما تجده في مناطق اخرى بالعالم ، ومطرح واحدة من تلك المعالم الاثرية والتي يجب التفكير بملايين المرات والمراجعة الذاتية قبل ان تمس اي من جوانبها التراثية لازمة مصطنعة قد يُتوفر لها بدائل بكل سهولة وأريَحَيَة بدون هدم تاريخها المشرق والمشرف والله الموفق والمستعان.


محمد بن علي اللواتي


ملاحظة: تم نقل الموضوع من القنوات التواصل الاجتماعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.