الاثنين، 20 أكتوبر 2014

لماذا اللواتية معزولون ولا يندمجون؟. كتبته الدكتورة فاطمة أنور خميس اللواتية




لماذا اللواتية معزولون ولا يندمجون؟

يقال أن هناك سورين (مجازي وآخر حقيقي) عزلوا أنفسهم داخلهما عن الآخرين؟ هذا السؤال وغيره من الأسئلة التي قد يطرحها البعض (ولهم الحق) لفهم الأسباب التي جعلت من قبيلة اللواتية لا وجود لها في الساحة الثقافية. أدعي بأنني واحدة من الأوائل الذين كان لهم وجود ومشاركة كبيرة ومنذ الثمانينات في الساحة الثقافية. و كان ذلك سواء عبر النادي الثقافي أو عبر كتاباتي في جريدة عمان و مجلة العقيدة. لكن بعد كل تلك الأعوام لا نرى وجود غير عدد لا يزيد عن عدد أصابع اليدين من أفراد (فقط للدقة لأني اظن العدد أقل من ذلك) من أفراد القبيلة في الساحة الآن.


لقد عُرف عن قبيلة اللواتية حبها للثقافة واهتمامها بالعلم واشتهرت بين القبائل العمانية بقيمها وعاداتها الإسلامية وتقيدها واهتمامها بالأخلاق وطيب المعشر! يضاف إلى ذلك تاريخها الطويل الذي كان له تأثير واضح في مجالات متنوعة الإقتصادية منها و الثقافية و الإجتماعية و الوطنية وغيرها. ولا يمكن تجاهله أو عدم الإشارة إلى أثره سواء في الماضي أو الحاضر. 

مخطئ من يظن أن اللغة اللواتية عزلت القبيلة عن غيرهم، فآباؤنا وأجدادنا كانوا يتحدثون العربية بطلاقة، وليست العربية فقط بل الإنكليزية أيضا. وعرف بعض أفراد القبيلة بقدراتهم الشعرية وثقافتهم الواسعة و ساهمت أمكانياتهم المادية على اطلاعهم على ثقافات وعلوم وحضارات أخرى كالهندية والإيرانية وبلاد الشام عبر أسفارهم!



ومخطئ من يظن أن السور عزل اللواتية بل العكس فتجارة اللواتية كانت على خط الباطنة وأيضا هناك من سكن وتاجر في المنطقة الداخلية. ويذكر ان للواتيه قبور في الرستاق و ستظل شاهدة على امتدادهم في الكثير من مناطق السلطنة.

ومخطئ من يظن أن أبناء اللواتية انعزلوا.. فالنوادي كالنادي الأهلي ونادي النهضة و غيرهما كانت عامرة بشباب اللواتية الذين كانوا يشاركون في النوادي ثقافيا ورياضيا ومسرحيا.

و مخطئ من يظن ان أبناء اللواتية انعزلوا ثقافيا، فأول المدارس الأهلية في مسقط كانت للواتية والتي فتحت أبوابها لجميع القبائل العمانية، وعبر تلك المدارس الأهلية اختلط أبناء اللواتية بأبناء غيرهم من القبائل. 

وتأثير اللواتية لم يكن مقتصرا على مسقط بل تعدى إلى الباطنة حيث أن تواجدهم هناك كان منذ مئات السنين أيضا، فقد ذكر أجدادنا وجود سور للواتية في ولاية بركاء أيضا. و قد اختلط أبناء اللواتية في تلك المناطق ببقية أبناء القبائل وتزاوجوا منهم، ولكن بنسب صغيرة.

في عقد الثمانينات من القرن الماضي ظهرت في عمان أول مجلة ثقافية شبابية واعية باسم "الوعي". وقد أصدرها ثلة من شباب اللواتية لم يتجاوزا العقد الثاني من أعمارهم وكانت تصدر عبر مكتبة ثقافية إسلامية أسسوها تحت اسم "مكتبة الرسول الاعظم العامة" والتي من الأهمية الكتابة عنها بشكل مفصل. 

وهذه الأنشطة الإجتماعية الحالية في قبيلة اللواتية ما هي إلا ثمار اينعت من تلك الجهود الشبابية التي كانت تتطلع نحو عالم أجمل و أفضل، لكن.. أتت الأوامر بإغلاق المكتبة ووقف إصدار المجلة!

فكيف انعزل هذا التاريخ الثقافي المتطلع عن الساحة العمانية؟

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وجد الشيعة أنفسهم في مختلف دول الخليج تحت حالة حصار واتهام بالعمالة والتي مع الأسف مازالت قائمة في بعض الدول حتى الآن. لكن.. ماذا عن عماننا الحبيبة؟

لم يكن الوضع في السلطنة أفضل بكثير عن غيرها. فحتى قيامنا بزيارة الامام الرضا (ع) الذي يقع قبره في مدينة مشهد بإيران والتي اعتدنا القيام بزيارته على مر التاريخ كانت تحت الأنظار. وكان يتطلب منا اخذ التأشيرة خارج الجواز خوفا من أية اتهامات (و لا أظن أن ذلك كان خافيا عن الحكومة).

لقد كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران هو بداية مرحلة التغير في وضع اللواتية. بل لقد كان بداية لزمن عزل شيعة الخليج بشكل عام عن غيرهم. ولأن عدد الشيعة في عمان قليل جدا وأكبر القبائل الشيعية قد تكون قبيلة اللواتية فقد اصابتها السهام بشكل مباشر لعدد من الاسباب: 

١) تميزهم ببعض المقومات التاريخية مثل وقوفهم و مساندتهم لدولة آل سعيد وصلتهم الوثيقة بالسلطان سعيد بن تيمور. 
٢) تميزهم الإقتصادي مقارنة ببقية القبائل في تلك الفترة الزمنية، والذي مازال البعض يتوهم ذلك حتى وقتنا الحاضر. 
٣) عدم وجود تحالفات لديهم مع قبائل اخرى تاريخيا. 

فبسبب هذه العوامل أصبح وضع الشيعة باعتبارهم أقلية صغيرة في وضع لا يحسدون عليه بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

في تلك الفترة التاريخية الحالكة وفي أوج الحملات الموجهة نحو الشيعة خليجيا سمعنا عن مجموعة من الشباب الصغار في سن المراهقة أو أكبر قليلا من قبيلة اللواتية أنهم قاموا بحركة ضد الحكومة (كما أشيع). لم تكن تلك الحركة اللاواعية تقارن حجما أو كما أو عددا او تمويلا بما قام به البعض في السنوات القريبة التي بلغت إلى حد جمع كميات كبيرة من الأسلحة كما نشر في الصحف. و لكن مع الأسف كان عقابهم قاسيا جدا وأكبر من جرمهم والذي (حسب رأيي) لم يكن بحاجة إلى أكثر من "لوية أذن".

هذه هي بداية العزل الذي بدأنا نشعر به في مختلف المجالات ولم يقتصر فقط على الساحة الثقافية، والذي ما هو إلا انعكاس لواقع اشمل وأوسع. ومن الطبيعي أن هذا الواقع خلق العديد من التأثيرات على الصعيد الإجتماعي والنفسي والثقافي. فلهذا فإن العزل فُرض وعُمم، ومخطئ من يظن أنه يقتصر على الساحة الثقافية فقط!!

الأديبة و الإعلامية: الدكتورة فاطمة أنور خميس اللواتية




السبت، 11 أكتوبر 2014

سُوَر اللواتيا تاريخ مطرح المشرق والمشرف كتبه الأخ الفاضل محمد بن علي اللواتي


ردا على بعض المشاركين في سبلة عمان الذين دعوا لهدم سور اللواتيا بحجة الاختناقات المرورية وتحويله الى مواقف للسيارات !!  



                                                    
                                   سُوَر اللواتيا تاريخ مطرح المشرق والمشرف


تلك البقعة الجميلة الواقعة بين ربوع ولاية مطرح والتي تحمل العديد من الذكريات والاثار والتي أشبه ما تكون بباب الحارة لمن لم يزرها بسككها الضيقة وبكثرة أزقتها وكأنك في لعبة صغيرة لا تعرف بدايتها من نهايتها .

بما ان اللواتيا عاشوا في السلطنة من مئات السنين وكانوا ومازالوا يعتبرون من الأقليات في السلطنة الحبيبة ، فكان من الطبيعي ان يسكن أفراد قبيلتهم في منطقة جغرافية متقاربة حرصا على اموالهم وتجارتهم وعلى أنفسهم من الغرباء او الأكثرية كحال العديد من المدن العالمية والتي سكنت فيها الأقليات وسميت تلك البقاع بأسماء بلدان أفرادها مثل ليتل تشاينا او ليتل ايتالي في نويورك او ليتل انديا في سنغافورة وغيرها.

فكان الاجدر ان تسمى المنطقة التي سكنها اللواتيا باسمهم (سُوَر اللواتيا) ، فلا يخفى على احد ان السور كان عبارة عن قلعة تحمي القاطنين فيها وذلك في الحقبة التاريخية المضطربة والتي كانت تعج بها السلطنة بحروب استعمارية خارجية او بحروب أهلية داخلية فكان لا بد لهم من وجود سُوَر يحمي هذه الأقلية من بطش الغزاة او من من خالفهم من العرقيات الاخرى ، ولهذا نجد ان السور يحمل بابين وكان في ما مضى يحمل أربعة ابراج كانت مشيدة للحراسة وما زالت بعض اثار هذه الأبراج باقية من الجهة الخلفية للسور

اما وجود الحراسة الى يومنا هذا فذلك يعزو لان اللواتيا يقيمون على مدار السنة المناسبات الدينية على اهل البيت (ع) ولهم شعائرهم الخاصة وبما انهم كانوا وما زالوا الأقلية فقد حدثت فيما مضى بعض المناوشات والتجاوزات والتعديات لهذا منعا لحدوث تلك القلاقل والتي يمكن ان تتسبب في مشاكل لا تحمد عقباها وخاصة ان السور يعج بالنساء والأطفال في تلك الفترات فقد تم وضع وتشديد الحراسة عليه فقط في هذه المناسبات وحاليا يستعان بأفراد من شرطة عمان السلطانية لحفظ الأمن وتفاديا لأي اضطرابات لا قدر الله .

وبما ان معظم اللواتيا أقرباء لبعضهم البعض فلهذا لا يسمح لغير اللواتيا من اقتناء المنازل في السور وكذلك يمنع السكن فيه لأي فئة اخرى والامر مقتصر على أفراد القبيلة فقط ، ويسمح للاجانب من غير العمانيين من السياح وغيرهم بدخوله بدون تصريح فكيف اذا كان الامر يتعلق بالاخوة من أبناء البلد بنفسه !! وحسبنا الترهات والخرافات التي كنا نسمعها في المدارس عندما كنا صغارا ان سور لواتيا مكان مخيف يجب عدم الدخول اليه وكأنه منزل دراكولا !! فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود !!

اما الدعوات التي تنادي بإزالته وهدمه لإقامة مواقف للسيارات !! فمن المعيب والمخجل والسطحية ان يدعو البعض بازالة تاريخ كامل متأصل لمئات السنين وتمثل واجهة لتاريخ مطرح الناصع من اجل إقامة مواقف يمكن ان تبنى في اي مكان اخر ويوجد العشرات من الحلول لحل هَذِهِ المعظلة والمشكلة ، ام ان ازالة السور بالذات وبالتحديد دون غيره لحل مشكلة مطرح فيبدو انها لغاية في نفس يعقوب !! والا لماذا تترك البنايات الحديثة ويهدم هذا المعلم الأثري العريق !! 

وكما تفضل الإخوة بحلول قيمة ومنها ردم البحر او إقامة بنايات حديثة خاصة للمواقف كحال منطقة سوق ديرة بدبي ، فالاخيرة شبيه الى حد كبير بمطرح وبقليل من التخطيط والتفكير يمكن حل الأزمة بدون هدم احد اهم معالم تاريخ مطرح الاثرية وكما يقال باللغة الدارجة (الي ماله اول ماله تالي).

حفظ الله مولانا المفدى فقد حافظ على واجهة عمان التراثية وأبرزها بشكل حضاري فصارت السلطنة ولله الحمد والمنة معلما حضاريا يحمل بطياته إرثا تراثيا ضخما قلما تجده في مناطق اخرى بالعالم ، ومطرح واحدة من تلك المعالم الاثرية والتي يجب التفكير بملايين المرات والمراجعة الذاتية قبل ان تمس اي من جوانبها التراثية لازمة مصطنعة قد يُتوفر لها بدائل بكل سهولة وأريَحَيَة بدون هدم تاريخها المشرق والمشرف والله الموفق والمستعان.


محمد بن علي اللواتي


ملاحظة: تم نقل الموضوع من القنوات التواصل الاجتماعي


الاثنين، 1 سبتمبر 2014

"شوق إليك" إهداء لجلالة السلطان قابوس وفاء وفرحة للشاعر المتألق عقيل اللواتي

 شوق إليك إهداء لجلالة السلطان قابوس وفاء وفرحة



(( شَـوقٌ إليكَ )) 

هذي عُـمانُ وشَـوقُـها ناداكا
والقلبُ يخفقُ في سَـماءِ عُـلاكا

الشَّوقُ ترجَمَهُ الدُّعاءُ بحفظِكم
عُـدْ. تكتسي هذي البلادُ وَفَـاكا

يا سيِّدَ التَّاريخِ شعبُكَ لم يَـزلْ
في شَـوقِـهِ لا يَـرتَــضـي إلاكا

لا نشتهي شَمَّ الزُّهورِ ببعدِكم
فأريجُها معـناهُ من مَعـناكا

لا نـرتـوي إلا إذا كَـوثـرتَـنا 
من عَـذبِ مَـاءٍ نبعُهُ يُـمْـناكا

عُـدْ للجَمالِ أيا جَمـالَ عُمانِنا
فـعُـمـانُ لا تـحلـو بلا أشْـذاكا

إنَّـا على جَمرِ اشتياقكَ نحتسي
خمرَ المَحبَّةِ من دنانِ رِضَـاكا

وعُمانُ نسمعُ من جواها حَـنَّةً
وصُـحـارُ فـي وَلَـهٍ إلــى آلاكا

والقلـبُ أشـرقَ شـوقُهُ في مَحفَـلٍ
يعنـي هَـواهُ كـما يشـاءُ هَـواكا 

سِحرُ الوِصالِ مَدارسٌ من روعَةٍ
كَتبـتْ على مَجـدِ الخُـلـودِ وِلاكا

رَسَمتْ على شَفةِ الشُّعورِ منـارةً
شَعَّ الهُدى منها فكانَ ضِياكا

وأتى إلى سَـاحِ الفُـؤادِ مُلبِّـيـا
قلـبُ الـمَـجـرَّةِ ناشِـراً للـواكا

ها أنتَ تصنعُ للجميعِ قُلوبَهمْ
وهمُ على طُـولِ المَـدى أبنـاكا 

مولاي تُفرِحُنا ابتسامَـتُـك التي
تهـبُ السُّـرورَ لكُـلِّ منْ والاكا

مولايَ يُبهِجُنا لقاكَ ببهـجَـةٍ
لنكون في قِمَمِ الجَمـالِ نَقَـاكا 

قابوسُ يا قَبَساً يُضيـئُ مَجـرَّةً
بجمالِ ذاتِـكَ ضوؤها ناداكا

قابوسُ فارتفعَ النِّداءُ مُراقِصَاً
نَجْمـاتِ حُبِّكَ كي يدوم نِـدَاكا

قابوسُ يا قابوسُ يا قابوسَنا
وَقَفَ الجميعُ فردَّدوا أسماكا

قابوسُ يا قابوسُ يا قابوسَنا
قابوسُ روحي في شِفاكَ فِداكا

يا واحداً لا للشَّـريكِ بمَـدحِـهِ
أوقفتُ قلبي في هَـواكَ مَـلاكا

******************

الشاعر المتألق عقيل بن درويش اللواتي